يمكن إعتبار أي عمل تجاري علاقة بين فريق مشروع ناشئ وعملائهم، بين باعة وزبائن. هذه العلاقة لا تعمل أبدًا في إتجاه واحد وإذا وُجد عمل تجاري يعمل بهذه الطريقة فإن مصيره للفشل.
لضمان نجاح أي مشروع ناشئ أو تجاري يجب أن يحرص فريق العمل أن تكون علاقتهم مع العملاء علاقة في الإتجاهين. عبر التواصل الدائم مع العملاء ومراقبة تقييماتهم.
المشروع الناشئ أو التجاري يعمل على حل مشكلة لدى العميل، يقوم بتثقيفه حول منتجات أو خدمات المشروع وكيفية تقرير الخيار الأمثل لحالته، وفي نفس الوقت يبدي العميل رأيه وتقييمه في الحلول المقدمة من قِبل هذا المشروع التجاري، بل وإذا نجح فيجب أن يشارك نجاحه الشركة أو المشروع الذي ساعده على ذلك.
ثقافة أن يصبح نجاح العميل من نجاح مشروعك وأهدافه، هي ثقافة إذا نشرتها بين فريق عملك وموظفيك فإنها ستنعكس على العملاء ونجاح عملك التجاري بشكل كبير .. حينها يمكنك مشاركة تجاربهم مع منتجاتك أو خدماتك التي تقدمها، وذلك لعدة أسباب مهمة تعمل على نمو مشروعك في فترات قصيرة.
أهم الأسباب لمشاركة تجارب وقصص عملائك ..
1- المصداقية
في بداية أي مشروع، خدمة، منتج جديد فإن فقط هم المغامرون من يقوم بشراء واستخدام خدماتك، الأكثرية لا تريد أن تخرج عن المألوف أو تقوم حتى بالتجربة، لذا فإن السوق في الفترات الأولى والتي ربما تمتد لسنوات يحتاج أن يعرف أن هناك من يثق بمنتجاتك وخدماتك، يحتاج أن يعرف أنك كنت سببًا في نجاحاتهم. حينها يمكن للسوق وباقي الجمع أن ينضم لقبيلتك التي تشتري وتستخدم ما تقدمه.
من المهم أن تُظهر للسوق أنه يوجد من يثق بك، ليس هذا فقط بل أن ثقته في خدماتك وحلولك هي من أهم أسباب نجاحه سواء على المستوى الفردي (في حالة نوع الأعمال: تجاري – عميل) أو على المستوى المهني والتجاري (في حالة نوع الأعمال: تجاري – تجاري). إظهار نجاح هذه العلاقة سيجيب على إعتراضات الكثير ممن يحجم عن التعامل معك ومع مشروعك.
2- التجربة خير دليل
من السهل جدًا أن تتكلم عن فوائد ما تقدمه بمشروعك التجاري وأن ما تقدمه هو أنسب الحلول وأفضلها بالسوق، لكن من الصعب أن تصل هذه الفوائد لقطاع كبير من سوقك المستهدف، إذ أنه في كثير من الأحوال تختلف حالات وإحتياجاته لذا فرسائلك التسويقية قد تصيب جمعًا وتخطئ آخر.
كثير من الأحيان قد يعتقد العميل المستهدف أن ما تقدمه عظيم جدًا، ولكن يبقى السؤال “هل هو مناسب لي؟”مشاركة قصص نجاح عملائك من القطاعات المختلفة ستساعد هؤلاء المترددين من إتخاذ قرار التعامل معك، عبر رؤية حالات مثيلة ومشابهة لهم قامت باستخدام الحلول التي تقدمها ونجح معهم الأمر.
3- التسويق بالنوايا الحسنة
معظم الأعمال والمشاريع الناشئة تكره التسويق، وذلك لسببين الأول أنهم يعتقدون أن ما يقدمونه هو الأفضل في السوق، الثاني أن السوق لا يعتقد ذلك. هنا يأتي التسويق ليملأ هذه الفجوة.
لذا فإنه عندما يتحدث عميلك عنك وعمّا تقدمه دون تدخلٍ منك وبشكل مجاني تمامًا فأنت تقدر ما يفعله إذا أنه انضم لفئة من يؤمنون بما تقدمه للسوق.
تمامًا كما يحب العملاء أن تتحدث عنهم وعن نجاحاتهم، ما يعمل على توطيد العلاقة بين العمل التجاري والعميل.
حسنًا لننتقل لجزء أصعب من الموضوع ..
ما طبيعة هذه القصص التي ستعمل على نمو مشروعي التجاري؟
ليس كل بضعة سطور يكتبها لك عميل أو يرسلها لك عبر تقييم تُعتبر جيدة، على سبيل المثال مدح العميل لمنتجاتك أو خدماتك دون التطرق لحاجته ومشكلته التي تم حلها عبر مشروعك من القصص التي ربما يعتبرها العملاء المستهدفين سبام أو أنها مدفوعة لجلب المزيد من المبيعات.
أهم صفتين لقصة العميل الجيدة:
- شخصية: سواء كان عملائك أفراد أو شركات فإنه يجب أن تظهر هويته بشكل جيد.
- المشكلة والحل: أي عميل يشعر أن حلك هو الأفضل فتلقائي سيتحدث عن مشكلته وكيف قام بحلها عبر خدماتك أو منتجاتك.
كيف تتعرف على العملاء الذين سيشاركون قصصهم معك؟
يمكن التعرف على هؤلاء العملاء عبر ..
- استطلاعات الرأي: إذا قام العميل بكتابة تقييم مميز عن عملك وعما يقدمه مشروعك، وقيّمك بخمس أو أربع نجمات من خمس فإنه من المرجح جدًا أن يشارك تجربته معك.
- الدعم الفني: يعتبر الدعم الفني هو الخط الأول الذي يتعامل مع الزبائن والعملاء ويصلهم الكثير من التقييمات، العميل الذي دائمًا يشكر في خدماتك ويحسن التعامل مع الدعم من العملاء الذين ربما تريد التواصل معهم.
- الشبكات الإجتماعية: أي عميل يشارك تجربته دون تدخل منك ويذكر رابط شركتك أو معلومات التواصل مع شركتك فإنه لديه الحافز الكافي أن يتحدث معك.
بعد أن تتواصل مع العميل ويشارك تجربته الناجحة معك، سيكون عليك أن تظهر هذه القصص والتجارب بصور مميزة ويمكنك ذلك عبر ..
1- فيديو
عمل فيديو يحكي تجربة العميل ونجاح مشروعك الناشئ أو التجاري في حل مشكلته من أفضل طرق عرض هذه التجارب، إذ أنها تفاعلية، كلما كانت وديّة وظهر فيها العميل وهو يحكي تجربته معك كلما ارتبطت مع أذهان العملاء المستهدفين. لكن في حين أنه أفضل طريقة إلا أنه يعتبر الأعلى تكلفة.
2- الإقتباسات
يمكنك استخدام أهم الإقتباسات من قصص نجاح عملائك في موقعك كدليل إجتماعي مميز، يظهر فيها اسم العميل وربما صورته وأهم إقتباس يظهر سعادته لاستخدام حلول شركتك.
3- الشعارات
ينتشر هذا النوع من استخدام قصص العملاء في نوع الأعمال (تجاري – تجاري) وهو كافي جدًا، إذ أنه يحكي بصورة بصرية وبسيطة مدى ثقة الشركة في الحلول التي يقدمها مشروعك.
4- دراسات الحالة
وهي عبارة عن لقاءات مكتوبة ومصحوبة أحيانًا بفيديو قصير مع العملاء عن التحديات التي يواجهونها وأهم المميزات التي يقدمها مشروعك لتخطيها، والدخول في تفاصيل تساعد من يقرأ دراسة الحالة في إتخاذ قراره.
الخلاصة:
عبر قصص نجاح عملائك سيمكنك الوصول لقطاع أكبر من السوق، ويعد هذا أهم سبب لتعمل على زيادة هذه القصص عبر تقديم حلول أفضل وخدمات ومنتجات عالية الجودة، فكما وضحّنا قصص نجاح عملائك هي قصة نجاح عملك التجاري أيضًا.